27 - 09 - 2024

كلام والسلام | جعفر .. عمدة المصريين!

كلام والسلام | جعفر .. عمدة المصريين!

لاتصدق من يقول لك: إنه لا يحب محمد رمضان، وإنه يراه رمزا للبلطجة في أبشع صورها، أو أنه أخذ الفن وقيمه معه إلى الحضيض بلا رجعة، أو أنه أحد الأسباب الرئيسية هو والسبكى إخوان فى انحطاط الذوق العام ؛ وشيوع قيم أخذ الحق بالقوة؛ وبعيدا عن سلطة الدولة والقانون!

الكل أو الأغلب كان يقول ذلك وهو أول المهرولين؛ جالسا مع عالمه الخاص بعد الإفطار ؛ لمشاهدة رمضان فى مسلسله المثير للجدل "جعفر العمدة". 

وكان يصنع الأحداث ويقترح النهايات؛ ويده على قلبه وهو يرى جعفر؛ باحثا لاهثا عن ابنه التائه الضال؛ ومنهم من هنأه مرة على خروجه من السجن سالما معافى؛ ووزع الحلوى فرحا؛ وكفارة يا جعفر؛ وكأنه من بقية أهله! ومنهم من علق اللافتات للتهنئة؛ وعندما أزالها الحي اتهم شوقى وعائلته بالوقوف وراء ذلك !

والكل كان يبكى بدل الدموع دما؛ وهو يرى حسرته وهو يدور على ابنه؛ الذي كان أمام عينه ولا يعرفه.

 الكل كان يعيد ويزيد على صفحات التواصل الاجتماعى عن دلال الثعبانة ووداد الخائنة وشوقى فتح الله وعائلته المريبة؛ وحتى عن الحاجة صفصف أم جعفر؛ والمثير للشفقة والإعجاب أحمد فهيم سليل عائلة الموهوبين خالد صالح وشركاه.

حتى الابن سيف وبلال شامة كانا محور كل حديث فى البيت والغيط؛ وكل قهاوى مصر من أدناها لاقصاها!

لاتصدق من يقول لك: إن دراما رمضان كلها بداية من جعفر العمدة ومرورا ببابا المجال والأجهر وحتى كوميديا جمجوم وبم بم كلها تفاهات؛ او هى من صنع الخيال. 

فالمثل يقول كل إناء ينضح بما فيه، وما رأيناه هو ما فى الإناء بصدق وصدمة وأحيانا بمبالغة!

ولكنه الواقع سيدى هنا أو هناك.

فكل واحد منا عنده ابن ضال أو تائه منذ عقود؛ وإن اختلفت المسروقات!

كل واحد منا ضاق وذاق الأمرين؛ وخاب أمله فى الدولة وحلول الدولة. 

وكل واحد منا فى شوق لمسلسل ينسيه همومه المعتادة؛ مع العيال وأم العيال وسخافات اليوم؛ والطلبات التى لاتنتهى ليل نهار. 

كل واحد منا محتاج لمن ينسيه همه ولو بالبكاء؛ وكأنه يبكى على حاله هو، لا حال جعفر الذى يولول كالنساء على ابنه الضال وهو في حجره!

كل واحد منا يريد أن يدفن أحزانه وآلامه ومعاناته اليومية فى مسلسل أو مشهد؛ يفرغ فيه طاقته المكبوتة ولو بالكذب والاحتيال!

لاتلوموا جعفر والمسلسلات التى على شاكلته؛ ولكن لوموا أنفسكم التى أوصلتكم لتلك الدرجة؛ وجعلتكم تفرغون همومكم و أحزانكم وإخفاقاتكم؛ على حوائط مبكى مسلسلات رمضان!

وربنا ما يقطع لكم عادة!
------------------------------
بقلم: خالد حمزة

مقالات اخرى للكاتب

كلام والسلام | محور المقاومة .. ومحور المقاوحة